كيف تستطيع المخابرات الاسرائيلية تجنيد عملائها ؟
بقلم:د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية
الجاسوسية ليست بالشيء الجديد فهي قديمة قدم التاريخ فقد عرفها الإنسان وفهم أساليبها بنفس المفهوم الحديث إلا أنها لم تعرف قديماً التنظيم الحديث لمنظمات الجاسوسية بشكلها الراهن ومع ذلك فان نتائجها أثمرت في حالات كثيرة عبر التاريخ . والجاسوسية جزء من مجهود المخابرات الشامل الذي يهدف إلى التفتيش السري على مجهودات الدول الأجنبية للتحقق من قوتها وقدرتها العسكرية والأمنية .
أما العميل فهو شخص باع دينه و ضميره و بلده للأعداء و ذلك عبر جمع المعلومات التي يحتاجها العدو عن بلده. والعميل في المجتمع الفلسطيني ، هو ذلك الشخص الدنيئ الذي قبل على نفسه الذل و الهوان بائعا بذلك عزته و كرامته و إنسانيته إلى الإسرائيليين و مساعدتهم في تخريب بلده أمنيا و سياسيا و اقتصاديا .
• طرق الإسقاط:
تختار المخابرات الإسرائيلية الأشخاص من ذوى النفوس الضعيفة أو الشاذة و الغير سوية، و لا فرق بذلك سواء كان متعلم أو مثقف أو حتى جاهل، فتقوم بإسقاطه عبر إحدى طرق الإسقاط المشهورة في هذا المجال وهي:-
1- الجنس .
2- المال .
3- المخدرات .
1- الجنس : دأبت جميع المخابرات على استخدام المرأة كأحد أسلحتها في هذا المجال لما تتمتع به من ذكاء و قدرتها على المراوغة و استخدام جاذبيتها في استخلاص المعلومات من الضحية بعدة طرق سواء كانت إقناعه بالحب أو باستخدام الجنس و تقوم المخابرات الإسرائيلية و عبر عملائها بتصوير الشخص المعنى في حالة تلبس مع أحدى الساقطات ، أو إن كان شاذا فتصوره في حالة لواط ، و بعد ذلك تتم مساومته أما على الارتباط معها أو فضح أمره ، و لأنه أساسا قابل للسقوط و لضعف شخصيته يوافق على مطالبهم. أما إذا تعفف الشخص المعني تقوم المخابرات بتزييف صورة له في أوضاع فاضحة لتجبره على التعامل معها ، أما بالنسبة للنساء فتهددهن بنفس الطريقة السابقة أو التهديد باغتصابهن وفضح أمرهن .
2- المال : تستغل المخابرات الاسرائيلية في كثير من الحالات ضعف الحالة المادية للشخص و احتياجه للمال بهدف تحقيق مشروع ما أو أي شيء في نفسه تتم المساومة و تنجح باستقطابه للعمل معها .
3- المخدرات : مدمن المخدرات أو متعاطيها فريسة سهلة و لا يكلف إسقاطه الكثير ، و ذلك لأنه أصلا ساقط و كذلك تحاول قبل الإسقاط و بكافة الوسائل و عبر عملائها جر الشخص المراد إسقاطه بتعاطى المخدرات و بالتالي يكون لعبة في يدها .
• أسباب السقوط :
هناك عدة أسباب تجعل الشخص يسقط ويرتبط مع المخابرات الإسرائيلية دون باقي الأشخاص :
1- الأشخاص ذوي النفسيات الضعيفة والشخصيات المريضة والبعيدة عن القيم والأخلاق الوطنية وذلك بسبب إهمال الوازع الديني والوطني في تربيتهم.
2- استغلال المخابرات الإسرائيلية لسيطرتها على المعابر والحدود والحواجز الأمر الذي يمكنها من مساومة العديد من الطلبة ورجال الأعمال على التعامل معها مقابل إصدار تصاريح للمرور والموافقة على سفرهم .
3- الظروف المادية الصعبة وضيق ذات اليد حدا بالكثير بالسقوط فريسة سهلة للمخابرات الإسرائيلية .
4- ظن الكثير بوجود حماية إسرائيلية لهم ووجود ملاذا لهم في حال انكشف أمرهم .
5- خلال وجود السلطة لم يكن هناك رادع لهؤلاء العملاء وبالرغم من اعتقال العديد منهم وأحالته للقضاء وصدور بعض أحكام بالإعدام بحقهم إلا أن هذه الأحكام بقيت حبرا على ورق .
• تدريب العميل : -
يخضع العميل لعمليات تدريب قاسية من الناحية البدنية و النفسية ليتحمل كافة مشاق هذه اللعبة و ليتحمل الضغط الذي يقع عليه إذا تم كشف أمره و إلقاء القبض عليه .
- التدريب على جميع أنواع الأسلحة و المتفجرات
- التدريب على تحويل الكلمات إلى شفرة و الشفرة إلى كلمات
- القدرة على صيانة جهاز اللاسلكي الخاص به
- القدرة على تدريب العملاء الذين يستخدمهم
- القدرة على الدفاع على النفس و القتل
- توفر الحاسة السادسة للأمن
إلا أن من النادر توافر هذه القدرات في الشخص الواحد ، كما أن المخابرات الإسرائيلية ووجود النزعة الصهيونية فإنها لا تقوم بتدريب العملاء على جميع هذه الطرق إلا ما ندر .
• الساتر :
يجب أن يختفي العميل وراء ساتر ليمارس من ورائه أعماله الشريرة تجاه وطنه .
يكلف العميل وبتموين من المخابرات بخلق ساتر له ، فمثلاً يقوم العميل بعمل بسطة في السوق كي يستطيع من خلالها مراقبة شخصيات معينة أو أماكن قريبة من بسطته ، أو يقوم بفتح محل للتصوير الفوتوغرافي والفيديو أو محل كوافير للسيدات أو للرجال ، وكم من عمليات إسقاط وقعت من خلال هذه المحال .
• الأعمال التي يكلف بها العميل :
1- الأعمال التخريبية : يكلف بعض العملاء و ذوى المستويات الدنيا من التعليم بافتعال المشاكل و إثارة الفتن و القيام بإعمال النهب و السرقة و التخريب و هو ما يطلق عليه مصطلح ( العباءة و الخنجر ) .
2- جمع المعلومات : يكلف العملاء ممن هم أوفر تعليما و تثقيفا بجمع معلومات عن أماكن تواجد المناضلين و المقاومين الفاعلين ضد الاحتلال الاسرائيلى كما يتم جمع معلومات شخصية عن أشخاص من الشعب والذي تراهم المخابرات الإسرائيلية يشكلون خطرا على أمن إسرائيل.
وهناك احتمالات ثلاثة تواجه العميل للحصول على المعلومة :
- الاحتمال الأول: أن تكون المعلومات المطلوبة مدونة في وثائق وعليه أن يحصل على نسخة منها ولذا يجب أن يخدع من يقوم عليها وأن يفتح الخزائن وبالتالي يقوم بعمل اللص.
- الاحتمال الثاني : أن تكون المعلومات المطلوبة يمكن الحصول عليها عن طريق المراقبة الشخصية (شخصيات هامة / مواقع وتحصينات عسكرية / منشآت أمنية سرية ) ويتطلب ذلك زيارته المتكررة مما يثير الشبهة ضده ، وهذا النوع يحتاج إلى عميل ذو مؤهلات خاصة .
- الاحتمال الثالث : استخلاص المعلومات من شخص ذو أهمية .