تتألف مملكة النحل من ملكة واحدة , وعدة مئات من اليعاسيب ( الذكور ) وعدد كبير من العاملات يتراوح بين /30-80 / ألفاً وقد يزيد عددها أحياناً عن مائة ألف عاملة. والملكة أكبر حجماً من اليعسوب تعمر /4-5/ سنوات , بينما يعيش اليعسوب ثلاثة أشهر وهو أكبر قليلاً من العاملة التي تعيش /5-8/ أسابيع فقط .
وباستثناء وضع البويضات لا تقوم الملكة بعمل يذكر داخل خلية النحل , لكن وجودها ضروري جداً لبقاء المملكة ,إذ غالباً ما يعني موتها تشرد النحل وفناء المملكة .ولا تقوم اليعاسيب بأي عمل على الإطلاق داخل الخلية , بل إنها تشرف على الهلاك جوعاً إذا لم تقم العاملات بإطعامها , فحياتها داخل الخلية مليئة بالكسل والخمول والتواكل . لكن عندما تخرج الذكور لتلقيح الملكة حتى تقلب العاملات لهم ظهر المجن . فكل يعسوب يعود إلى الخلية يلاقي مصيراً رهيباً بانتظاره فسرعان ما تهاجمه مربياته التي كانت تبذل قصارى جهدها في تربيته وتدليله فتمزقه إرباً . فقد انتهى دوره الذي من أجله وجد وما عادت له فائدة أو عمل يقوم به فلا بد من قتله . وقد تلاقي اليعاسيب المصير نفسه , ولكن بطريقة أكثر رحمة من الأولى , وذلك حين يحل الشتاء دون خروج الملكة للتلقيح . ففي فصل الشتاء يقل الطعام داخل المملكة , وتسوء الأحوال الجوية , فيتعذر على النحل من العاملات الخروج لجلب الطعام , وتعلن حالة الطوارئ في أرجاء المملكة , وتفرض العاملات برنامج تقشف شديد للحفاظ على ما بقي من موارد غذائية إلى حين اعتدال الجو مرة أخرى . وتكون اليعاسيب أول ضحايا هذا البرنامج التقشفي .وتسارع العاملات إلى طرد اليعاسيب خارج الخلية لكي توفر طعامها . ولا تلبث اليعاسيب طويلاً بعد طردها إذ سرعان ما تهلك جوعا , ذلك لأنها لا تقدر على جمع طعامها بنفسها , وهكذا يحل الهلاك باليعاسيب , ولكنه هلاك ( رحمة ) لا عنف فيه ولا تقطيع .