يحكى انة كان هناك ملك ذو اصل كريم يحكم مملكة فى بلاد بعيدة و كان لة وزير يدعى رضا
وكان هذا الوزير دائم التفاؤل فى كل الامور
وذات يوم و بينما رضا يجلس بين يدى الملك جاء رسول يخبر الملك انة ابنة الوحيد سقط عن فرسة و مات
فما كان من رضا الا ان قال : خيرا ان شاء الله
فقال لة الملك : اجننت ابنى الوحيد وولى عهدى مات و انت تقول خيرا
قال لة رضا: يا مولاى عسى الله ان يبدلك منة ولدا اقرب زكاوة و اكثر رحما ولك فى قصة سيدنا الخضر مع موسى موعظة
و حقا فما كاد العام ينصرم الا و قد انجبت السلطانة ولدا شديد الجمال و اصبح يضرب المثل بأدبة بعد ذالك
وذات يوم جاء الخبر ان الفيضانات المدمرة اجتاحت المملكة و خربتها
فما كان من رضا الا ان قال : خيرا ان شاء الله
فقال لة الملك : المملكة خربت فا اى خير ؟
فقال لة رضا : سنبنى مملكة جديدة فى مبانيها و تكون خيرا من القديمة و احسن
و بالفعل اصبحت المملكة حديث من حولها من الممالك و اتاها التجار من كل صوب و انتعشت احوالها
وذات يوم و بينما الملك يتدرب بالسيف قطعت اصبعة و عجز الاطباء عن اعادتها
فدخل علية رضا و قال لة : لا تحزن يا مولاى خيرا بأذن الله
فثار الملك ثورة عارمة و قال لة انت قد خرفت يا رضا قطعت اصبعى و تقول خيرا اما انك حاقد او شامت فلسوف القيك فى السجن حتى تتعلم اذب الكلام مع الملوك
و ساءت نفسية الملك فأقترح علية رجال حاشيتة ان يخرج فى رحلة للصيد فى افريقيا وقد كان
الا ان الملك ما ان اسرج جوادة حتى انطلق يلاحق الصيد و لم يتمكن رجال حاشيتة ان يلحقوا بة و بينما هو يلاحق الصيد وقع فى شراك قبيلة متوحشة من آكلى لحوم البشر
فحملوة الى قريتهم و حدد كل منهم الجزء الذى يود ان يأكلة و كانت تقاليدهم ان اول من يبدأ الاكل هو ساحر القبيلة
وكان من عادات الساحر ان يأكل الايادى فلما رأى ان كف الملك تنقص اصبع تطير منة و تشائم و اعلن انة لا يمكن اكلة والا سيحل الشؤم على القبيلة فما كان منهم الا ان اطلقوا سراحة
فلما وصل الملك الى قصرة امر على الفور ان يحضروا لة وزيرة رضا من السجن فلما اتوا بة احتضنة الملك و عانقة و قال لة يا وزيرى المخلص حقا صدقت فى كل ما قلت فلولا ان قطع اصبعى لكنت اكلت حيا و قص علية القصة
ثم قال لة : يا ليتنى ما سجنتك
فقال لة رضا : بل ان سجنى كان خيرا بأذن الله
فسألة الملك : و كيف ذالك
فقال رضا : ان تعلم يا مولاى انى اخلص اتباعك و لو دخلت فى جحر ضب لدخلت خلفك فلو كنت معك فى الرحلة كنت سوف اتبعك و كانوا سوف يأكلونى و يتركوك
فقال الملك : و كيف انت واثق من امرك هكذا
فقال رضا : الم تسمع بحديث رسول الله الذى معناة ان امر المؤمن كلة خير ان اصابتة سراء شكر و ان اصابتة ضراء صبر فكان خيرا لة بأذن الله