شبكة السلف الصالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة السلف الصالح

مذهب أهل السنة والجماعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضائح واغتيالات وقصص أغرب من الخيال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العراقي007
ميمو جديد
ميمو جديد



عدد الرسائل : 13
العمر : 48
البلد : المانيا
تاريخ التسجيل : 04/09/2007

فضائح واغتيالات وقصص أغرب من الخيال Empty
مُساهمةموضوع: فضائح واغتيالات وقصص أغرب من الخيال   فضائح واغتيالات وقصص أغرب من الخيال Empty11/11/2007, 7:19 pm

فضائح واغتيالات وقصص أغرب من الخيال
اغتيال العميل الروسي المنشق الكسندر تعيد فتح ملف حرب الجواسيس


روبرت هانسن.. كلفته أمريكا بمراقبة الدبلوماسيين الروس فتجسس لحساب موسكو

مستشار باول الأمني في عمله ربع قرن منها 15 سنة يعمل لحساب الروس



مدير "إف. بي. آي" الذي اضطر للاستقالة بعد الفضيحة


حديقة فوكستون إحدى مناطق التسليم والتسلم


المظروف الذي تم ضبطه لحظة القبض على هانسن بعد ثوان من التقاطه من الحديقة

القاهرة: مجدي كامل
فتحت عملية اغتيال الجاسوس الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو بمادة "البولوتنيوم210" المشعة، في أول عملية تستخدم فيها هذه المادة، التي تبلغ قدرة ذرة واحدة منها على الفتك بجسم من يتعرض لها 250 ضعف تأثير مادة "السيانيد السامة"، ملف "حرب الجواسيس" من جديد ولكن هذه المرة في القرن الـ21، لا سيما وأن الظروف والملابسات التي صاحبته في غاية الخطورة. فقد كشف أحد أصدقاء ليتفينينكو عن رسالة تركها الجاسوس الروسي يتهم فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن تسميمه.. قائلا له: "لقد أثبت أنك لا تحمل أي احترام للحياة وللحرية أو أي قيمة متحضرة، لقد أثبت أنك لا تستحق منصبك.. ربما تكون قد نجحت في إسكات شخص واحد، لكن الضجة التي ستسمعها من العالم حولك يا سيد بوتين، سوف تصم أذنيك مدى الحياة".
وفي الوقت الذي تحدث البعض فيه عن احتمال انتحار ليتفينينكو وتوريط بوتين على سبيل الانتقام، كشفت الأزمة عما هو أخطر من ذلك، وهو احتمالات تورط الروس في السوق النووية السوداء، ومعها احتمالات وصول مادة نووية مثل "البلوتنيوم 210" لأيدي جماعات إرهابية.
ورغم أن الجاسوسية لعبة قديمة إلا أنها لا تنتهي.. كانت وستظل أحد أخطر الأسلحة التي تلجأ إليها أجهزة الاستخبارات في العالم لحماية دولها أو أنظمتها السياسية من قوى معادية تتربص بها، بكشف ما تضمره لها من مؤامرات ومخططات فتحتاط، أو لمعرفة مواطن القوة لدى الأعداء والخصوم لضربها، أو حتى لدى الأصدقاء لوضعها في الحسبان عندما تسوء الأمور، أو تكون هناك حاجة لإبرام صفقات، أو عقد مفاوضات.
ولكن بعد نهاية الحرب الباردة باتت الجاسوسية عملية أكثر تعقيداً من ذي قبل، بل وأصبح من الصعب للغاية كشفها. وبحلول الألفية الثالثة، راح العالم يشهد نوعاً جديداً من التجسس تمتزج فيه عبقرية العلماء في القرن الواحد العشرين من خلال ما يقدمونه من تقنيات متطورة بعبقرية جواسيس القرن بما يتمتعون به من قدرة على الاختراق، واحترافية في التخفي، والأخطر تواجدهم في مواقع شديدة الحساسية، تجعل ما يقدمونه من أسرار يسيل له لعاب موكليهم، في الوقت الذي تضرب هذه الأسرار أمنهم القومي في الصميم!
وفي هذه الحلقات سنتعرض لأخطر جواسيس، الذين سقطوا في القرن الواحد والعشرين، بعد أن تم نزع أقنعتهم، وتحديد هوياتهم، وهم ليسوا كجواسيس الماضي ولكنهم أخطر وأكثر ذكاء وقدرة على الاختراق والتغلغل وانتزاع المعلومات.
***
رغم وجود أكثر الأقمار الاصطناعية والمراقبة الإلكترونية تطوراً في هذا القرن - الذي نحن الآن في العام السادس من عقده الأول - إلا أنها لم تستطع أن تحل محل العميل الموجود في المكان المناسب القادر على الوصول إلى أدق المعلومات والأسرار الحساسة والمحمية جيداً. كما شهد القرن الحالي أنواعاً جديدة من الجواسيس مثل "جواسيس التكنولوجيا"، و"وجواسيس الإنترنت" وغيرهم، مع بقاء الأسلحة التقليدية للتجسس كالمال والجنس!
عندما يكون الجاسوس مسؤولاً
وتكمن المعضلة في أن معظم الجواسيس، الذين سقطوا في بداية هذا القرن، لم يتم اكتشافهم إلا بعد سنوات طويلة من عملهم الشيطاني، وتمريرهم أخطر وأدق الأسرار للأعداء، وغالباً ما تم اكتشافهم نتيجة ارتكابهم أخطاء غير مقصودة، رغم حرصهم الشديد، أو وشاية قدمها جاسوس منافس صديق، حيث إن الكثير من عمليات التجسس تمضي دون اكتشاف.
و معضلة أخرى تتعلق بالكشف عن الجواسيس - إذا حدث - وهي الصدمة التي تسببها لأنظمة الحكم،التي تبدو أمام شعبها في وضعية من قصر في حماية الوطن، أو وضعية السذج الذين لا يستطيعون معرفة الخائن من المخلص في أجهزتهم، عندما يكون الجاسوس من بين عناصرها أو أفراد إحدى إداراتها!
و سوف نستهل هذه الحلقات بفضيحة تجسس من العيار الثقيل، تفجرت بعد الكشف عن العميل الأمريكي المخضرم لروسيا روبرت فيليب هانسن، والتي اعتبرت أكبر هزيمة نكراء تتعرض لها في تاريخها أجهزة الاستخبارات الأمريكية بوجه عام، ومكتب التحقيقات الفدرالي "إف. بي. آي"، لا سيما أنه قام - علي مدى 15 سنة كاملة من فترة عمله بالمكتب، والتي استمرت أكثر من ربع قرن - بتمرير الكثير من المعلومات البالغة الخطورة والسرية، من بينها عدد لا يحصى من الأسرار الدفاعية، إلى جهاز الاستخبارات السوفيتي الذي كان معروفًا باسم " كيه. جي. بي"، ثم جهاز الاستخبارات الروسي المعروفً باسم "أس. في. آر" بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
في صبيحة يوم الثلاثاء 20 فبراير عام 2001، فوجئ الأمريكيون بإعلان مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "إف بي آي" عن اعتقال ضابط كبير يعمل بالمكتب منذ ما يزيد عن ربع قرن، بالإضافة لعمله كمستشار أمني لوزارة الخارجية الأمريكية، بعد اكتشاف أنه جاسوس يعمل لحساب روسيا على مدى 15 سنة، تلقى خلالها ملايين الدولارات، ثمناً لخيانته،و أن عملية اعتقاله تمت في منزله خارج واشنطن، بعد أن تم رصده وهو يلقي لفافة بها معلومات سرية في متنزه شمالي ولاية فرجينيا، وأنه أحيل إلى القضاء بتهمة التجسس.
وما إن أذيع الخبر، حتى انقلبت الدنيا في أمريكا رأساً على عقب. وقالت وسائل الإعلام الأمريكية، وهي تنقل النبأ، إن هانسن في أواخر الخمسينات من عمره، وهو أب لستة أطفال، لكنه يعيش وحيدا بعد أن هجرته زوجته بوني.

إعلانات مزيفة بالصحف
وفي قصة أغرب من الخيال تصلح لعمل فيلم سينمائي، بدأت أسرار الجاسوس الكبير - من حيث الصيت والسمعة والتاريخ - تنكشف، ليس لتشعل غضب الأمريكيين فقط، وإنما لتفجر أكبر أزمة بين الولايات المتحدة وروسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، كادت تحول صداقة الرئيس الأمريكي جورج بوش، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى عداء مستعر، بعد حرب التصريحات، وتبادل الاتهامات، وقيامهما بشن ما عرف - وقتها بـ "تبادل طرد الجواسيس بين موسكو وواشنطون"، ولولا تغليب العقل في النهاية على الانفعال لتحول الأمر إلى مواجهة غير مأمونة العواقب.
و كشفت الوثائق التي أفرجت عنها المحكمة الأمريكية التي تنظر قضية هانسن ونشرتها صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في السابع من يوليو عام 2001، أن روبرت هانسن موظف مكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفدرالي، كان يتبادل الطرود مع الجواسيس الروس في منطقة العاصمة واشنطن من تحت جسر للمشاة في حديقة "روك كريك" وهي حديقة أطلقوا عليها اسماً كودياًً هو "Vertue"، أي " الفضيلة " أو عبر تقاطع طريق في منطقة "ماكلين" بولاية فرجينيا أطلقوا عليه اسماً كودياً آخر هو "Flue" أي البرد.
وقد كشفت هذه الوثائق عن أن هانسن لجأ إلى إعلانات مزيفة في الصحف الأمريكية ومنها "واشنطون بوست"، بالإضافة إلى أكثر من 10 مواقع على الإنترنت، للاتصال بالمخابرات السوفيتية ثم الروسية، وتبين أنه لم يلتق على الإطلاق وجها لوجه مع عملاء جهاز المخابرات لا الروسي ولا السوفيتي من قبله.
وكانت الحقائب الخضراء التي كان هانسن يتركها عبر السنوات تحتوي على أقراص كومبيوتر وآلاف من صفحات الوثائق، التي تتراوح بين أسماء الروس، الذين يعملون لحساب الولايات المتحدة إلى جهود التنصت، التي تقوم بها وكالة الأمن القومي. وكان يترك دائما ورقة عليها اسمه الكودي "رامون".

الثمن أحجار ماس
وكان الروس يتركون له أحجاراً ثمينة جدا من "الماس"، وصلت قيمة إحداها إلى 24.740 ألف دولار، ونقدا وصل في بعض الأحيان إلى 50 ألف دولار، أو ملاحظات مكتوبة، عن وضع عشرات الآلاف من الدولارات في حساب لهانسن في بنك في موسكو.
وقد وصفت وزارة العدل الأمريكية نشاطه في مجال التجسس في 69 صفحة، نشرت فيها نسخا من خطاباته ومكالمات هاتفية بينه والشخص الروسي المتعامل معه. وكشفت الوثائق أن الروس كانوا سعداء للغاية من المعلومات القيمة التي حصلوا عليها لدرجة قلقهم من استخدام بعضها، خوفاً من احتمال الكشف عن هانسن، لأنه بصفته من كبار المسؤولين في مكتب التحقيقات الفدرالي، كان مسموحا له الاطلاع على بعض من أهم الأسرار الحكومية.
وبالرغم من ذلك فقد طالب الروس بمزيد من المعلومات. مثلا طالبوه بأسماء الروس الذين يعملون سرا لحساب الولايات المتحدة، وتفاصيل حول خطط الدفاع الصاروخي الأمريكية والغواصات.
وكان هانسن من البداية، يخشى الكشف عن نفسه. فبالإضافة إلى تعدد مواقع تسليم المعلومات المختلفة، كون مجموعة من العناوين المزورة والشفرات لحماية الرسائل الإلكترونية أو تغيير موعد لقاء.
ففي أغسطس عام 1986 طالب الروس بوضع إعلان لسيارة دودج موديل 1971 بصحيفة "واشنطن بوست" مع رقم هاتف، ورد معد حول أسئلته بخصوص السيارة. ثم يتولى هو تقديم رقم هاتف يمكنهم الاتصال به.

مستشار كولين باول
وقبل عامين من سقوطه، كان هانسن الذي كان من ضمن مهامه - وقتذاك - تقديم المشورة الأمنية لوزير الخارجية الأمريكية كولين باول، قد أصبح مرتعداً من احتمال كشف مكتب التحقيقات الفدرالي لحياته السرية، وبحث في شبكة كومبيوتر مكتب التحقيقات لتحديد ما إذا كان رجال المكتب يراقبون مناطق التسليم والتسلم. وتحدث مع الروس حول فتح حساب في مصرف سويسري، ولكن تأكدت له إمكانية الكشف عنه.
و لكن كيف تم اكتشاف هانسن؟! الإجابة - ببساطة - هي عن طريق "الوشاية".. وممن.. من "جاسوس" حاقد اسمى نفسه بـ "المنتقم"!
فقد قدم عميل روسي شهير في عالم الجاسوسية يدعى أولدريتش إيمز لوكالة المخابرات المركزية معلومات عملياتية كافية إلى المحققين، وهذا الجاسوس الذي حمل الاسم الحركي "المنتقم" لجأ فيما بعد إلى الغرب، وكتب في نوفمبر 2000 يقول إنه ساعد في تجنيد مصدر، ما زال يعمل داخل جهاز الاستخبارات السوفييتية، وقد تمكن هذا المصدر الجديد من الحصول على ملف ضخم لجاسوس يعمل في الولايات المتحدة ويتجسس لحساب الاستخبارات الروسية، وقد قدم المصدر هذا الملف إلى الأمريكيين، ويحتوي كتاب الأمريكي المتخصص في شؤون المخابرات دافيد وايز على هذه التفاصيل الخاصة بالجاسوس الذي كشف عنه "المنتقم" للمخابرات الأمريكية، وهو الذي تم تحديده - فيما بعد في شخص هانسن - وقد حمل وايز، الذي يعد من أكبر المراجع الغربية أيضاً في مكافحة التجسس كتابه عنوان يقرأ: "الجاسوس: قصة خداع روبرت هانسن لأمريكا".
ويقول وايز إنه منذ اليوم الذي ألقي القبض فيه على هانس أصبح معروفا أن الـ " إف.بي. آي" حصل بطريقة ما على ملف الـ "كي. جي. بي"، وكان التحدي الذي واجه كل من كتبوا عن هذه الحالة هو أن يوضحوا كيف تم ذلك؟! وهنا يقول وايز إن مكتب التحقيقات الفدرالي راجع قوائمه، التي تضم عملاء المخابرات الروسية، الذين ربما يعرفون هوية الجاسوس، ثم التقط المكتب واحدا كان قد اعتزل العمل في الاستخبارات، وأقام مشروعا له في موسكو، وعندئذ تم إغراؤه بالسفر إلى أمريكا على أمل الحصول على عقد، وكان المكتب يعرف أن هذا الروسي إما قد حمل معه الملف، أو أنه في حوزته، وقد اشتراه المكتب منه مقابل 7 ملايين دولار ووعد بمساعدته في إيجاد وطن بديل، وكان هذا الملف يحتوي على كل شيء ما عدا اسم روبرت هانسن.
فقد خرج جهاز الـ "كي. جي. بي" عن كل التقاليد والأعراف المخابراتية، ووافق على تشغيل هذا الجاسوس الثاني لعقدين من الزمان، من دون أن يعلم الجهاز حقيقته، على أن يتم تبادل المواد المتروكة في مواقع تم ترتيبها من قبل. وكان الجهاز الروسي يعرف العميل
الجديد فقط بـ "رامون غارسيا" ولكن محققي المكتب لم يستغرقوا وقتا طويلاً لمعرفته عن طريق قراءة رسائله العديدة إلى الروس، أو عن طريق الاستماع إلى تسجيلات مكالماته الهاتفية، والتعرف على صوت هانسن عندما اكتشفته "بوني"!
و اكتشف مسؤولو المكتب أن روبرت فيليب هانسن، الذي ولد عام 1944، لأب يعمل شرطياً في مدينة "شيكاغو"، وكان عميلاً لـ "إف. بي. آي" منذ عام 1976، وبدأ تمرير الأسرار للروس في عام 1979، كان قد تراجع لبعض الوقت، عندما ضبطته زوجته "بوني"، ثم عاد في عام 1985 إلى الاتصال بالروس مرة أخرى، بأن كتب خطابا إلى مدرب جواسيس معروف في السفارة السوفييتية في واشنطن واسمه "فيكتور تشيركاشن" الذي كان قد تولى أيضاً التعامل مع "المنتقم" اولدرتيش إيمز.
وفي منتصف نوفمبر عام 2000، حصل مكتب التحقيقات الفدرالي على الملف الروسي، وفي خلال أسابيع وضع المكتب هانسن تحت المراقبة، وبدأ الجاسوس المحترف يشعر بأنه في خطر، وفي رسالته الأخيرة للروس وكان مقرراً تسليمها في فبراير عام 2001 كتب يقول: "حان الوقت لكي أتوقف عن خدماتي.. هناك شيء قد أيقظ النمر النائم.. ربما تعرفون أفضل مني أن الحياة لا تبقى على حال".
".. وبعد دقائق من تركه كيساً يحتوي على الرسالة وسبع وثائق سرية في إحدى الحدائق بالقرب من منزله، وضع لها الاسم الكودي "إليس" قام عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي الذين كانوا يراقبونه - دون أن يدري - باعتقاله.

لغز أكياس القمامة!
وقد كشفت التحقيقات - فيما بعد - أن أكياس القمامة التي كان هانسن قد اعتاد إلقاءها لطالما كانت تمتلئ بأوراق سرية وأن عدد هذه الأوراق بلغ أكثر من ستة آلاف صفحة وكانت تتضمن موضوعات مثل برنامج الاستخبارات القومية لعام 1987، ودراسة قام بها موظفو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي. آي. إيه" عن خطة عمليات الـ "كي. جي. بي" لتجنيد العملاء ضد الوكالة، وكان آخر هذه الوثائق يتناول بالتفصيل وسائل تمكن الولايات المتحدة من الاحتفاظ بقدرتها على اتخاذ القرارات أثناء حرب نووية شاملة.
وقد كان من الممكن أن يتوقف الأمر حتى عند هذا الحد لولا أن ورود اسم "هانسن" - كما كشفت صحيفة "وورلد نايت دايلي" في الـ20 من شهر سبتمبر 2001 نقلاً عن مسؤولين مخابراتيين - كأول مشتبه به في تسريب منظومة الرموز التي تستخدمها الرئاسة الأمريكية و"مكتب الاستطلاع القومي" و"استخبارات القوات الجوية والبرية والبحرية" و"إدارتا الاستخبارات بوزارتي الخارجية والطاقة الأمريكيتين"، والتي كشفت تحقيقات هجمات 11 سبتمبر 2001 أن هذه المنظومة كانت مع منفذي الهجمات مما سهل عملية اختراقها بواسطة الحاسوب. وسر اتهام هانسن بتسريبها هو أنه كان واحداً من عدد محدود جداً يعرفها.
وبسبب هانسن، والصدمة التي أحدثها، تساءل الأمريكيون عن الضرر الذي يمكن أن يحدثه تنظيم القاعدة الإرهابي بمساعدة متسلل مثل الجاسوس هانسن.
وبسبب هذا الاكتشاف الخطير أعطى بوش أوامره بطرد خمسين دبلوماسيا روسيا يُعتبَرون عملاء للاستخبارات الروسية، إثر تلقيه توصية من مستشاريه للأمن القومي.
ويعتبر الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة أول عملية طرد واسعة النطاق لدبلوماسيين روس منذ 1986 عندما طالبت الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ريجان باتخاذ خطوات لتقليص الوجود الدبلوماسي الروسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة قد طردت دبلوماسيا روسيًّا واحدًا عام 1994، وهو المسؤول عن مكتب الاستخبارات الروسي في واشنطن، بعدما كشفت عن جاسوس يعمل لحساب الروس في الـ "سي.
آي. إيه"، وفي المقابل طرد الروس رئيس مركز الـ "سي. آي. إيه" في موسكو.

‏ جهاز كشف الكذب
و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد خرج الرئيس الروسي بوتين ليعلن إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، رداً على طرد دبلوماسييه، على خلفية اعتقال هانسن.
وهكذا فجر سقوط هانسن أزمة هائلة بين موسكو وواشنطون، ودفعهما إلى قطع شهر العسل في العلاقات، لا سيما وأن مرحلة ما بعد انتهاء نهاية الحرب الباردة قد شهدت تعاوناً غير مسبوق، حتى في المجال المخابراتي، فقد بدأت وكالة المخابرات المركزية (سي. آي.أيه) وجهاز المخابرات الروسي بإقامة علاقة تعاون رسمية في هذا الصدد حيث افتتح مكتب التحقيقات الفدرالي "إف. بي. آي" مكتباً له في موسكو، وبدأ مسؤولون في عقد لقاءات مع نظرائهم الروس أيضاً، حيث حرص الجانبان على اللقاء بشكل مستمر لمناقشة القضايا التي اعتقدوا بأنهم يستطيعون العمل المشترك بخصوصها، مثل مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال وتجارة المخدرات.
وبسبب هانسن، تم تعريض نحو 500 من العاملين في مكتب التحقيقات الفدرالي ممن يطلعون على معلومات بالغة السرية للفحص بجهاز كشف الكذب في أول إصلاحات أمنية بعد القبض عليه، بينهم نحو 150 من كبار المديرين بمقر المكتب في واشنطن والضباط المسؤولون عن المكاتب الإقليمية وكل من يطلع غير هؤلاء على مواد حساسة، كما قام لويس فريه مدير المكتب بمراجعة كل التحقيقات الحساسة لتحديد ما إذا كان ضباط آخرون قد اطلعوا على معلومات ليست في نطاق المهام المكلفين بها.
ودافع جون أشكروفت وزير العدل الأمريكي عن استخدام اختبارات كشف الكذب، مضيفاً أنه سيدقق في متابعة تردد العاملين واطلاعهم على المعلومات المدونة بأجهزة الكومبيوتر وغيرها من مصادر المعلومات، وأضاف - وقتذاك - أنه وفريقه اتفقا على هذه الإجراءات بعد القبض على هانسن.
وعندما علم باحتمال الحكم عليه بالإعدام، اعترف بالذنب وتوسل بأن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة مقابل اعترافه هذا، وقد كان، ليسدل الستار على واحدة من أخطر وأغرب قصص الجاسوسية التي تم الكشف عنها في بدايات هذا القرن!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضائح واغتيالات وقصص أغرب من الخيال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضائح واغتيالات وقصص أغرب من الخيال
» أغرب قضية جاسوسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة السلف الصالح :: المنتديات العامة :: منتدى الجاسوس-
انتقل الى: