شبكة السلف الصالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة السلف الصالح

مذهب أهل السنة والجماعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثلاثي أضواء الجاسوسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
النجم الثاقب
ميمو فعال
ميمو فعال



عدد الرسائل : 62
العمر : 44
البلد : العراق
تاريخ التسجيل : 02/09/2007

ثلاثي أضواء الجاسوسية Empty
مُساهمةموضوع: ثلاثي أضواء الجاسوسية   ثلاثي أضواء الجاسوسية Empty12/11/2007, 2:47 pm

في شهر حزيران من عام 1997 نشرت مجلة الحرب العالمية الثانية على لسان الكاتب ورجل المخابرات السابق وين نيلسون قصة نساء الجاسوسية سيمون وأوديت وجينيت حيث كتب يقول:
(يحتاج المرء إلى الشجاعة لكي يمتهن الجاسوسية، والنساء اللائي تطوعن للعمل في هذا المجال جئن إلى مكتب الخدمات الاستراتيجية (oss) والملحق بفرقة المشاة الأميركية رقم 36 التي كنت أعمل فيها عند جبال فوسجيس في فرنسا في خريف عام 1944 كن يتحلين بشجاعة لا نظير لها، ومنذ أن نزلت وحداتنا عند الريفيرا في اليوم السادس عشر من أغسطس كان من الواضح أن حملة الجيش السابع في جنوب فرنسا ستكون فريدة وغريبة من نوعها، إذ بعد يومين من إنزال قوات الحلفاء على شواطىء النورماندي والتخطيط لعبور نهر موزليه، والتقدم منه إلى نهر ميورث بدأت المقاومة الألمانية تشتد، وكان لا بد من بث العيون لرصد تحركات القوات الألمانية حتى لا تفاجأ القوات بكمين يعد لها وتمنى بخسارة لا تعوض وجاءت هذه الفكرة من كتيبة المهمات الخاصة التي عبرت النهر الأول وتوقفت عند النهر الثاني، وكان الحل الوحيد تجنيد جواسيس مخابرات فرنسا الحرة (ffi)، وكنا نعرف أن الجواسيس الفرنسيين أو الفرنسيات على استعداد للمخاطرة بالحياة في سبيل إنقاذ فرنسا من الاحتلال الألماني، وكان اختيار نساء لمهمة التجسس هو الأضمن لتحقيق المهمة فهن لا يلفتن الانتباه كالرجال، وإن كن يفتقدن للمعرفة الفنية، إلا أن لديهن القدرة على استخلاص النوايا الألمانية ممن يتعرفن عليهن من الضباط الألمان.
في نهاية شهر أيلول أيقن العسكريون أن الجناح الأيمن من الفرقة السادسة والثلاثين مكشوف ويخشى من هجوم معاكس تقوم به القوات الألمانية، وكانت الفرقة في أمس الحاجة إلى معلومات حول الخطط العسكرية الألمانية، وكانت تجربة عدد من الجواسيس الرجال قد فشلت، إذ أن عيون الألماني تترقب أيّ تحرك وتقف لكل جاسوس يتسرب إلى صفوفها بالمرصاد، وكانت الحاجة ماسة لجواسيس لا يثيرون أي شبهة.
في اليوم الأول من شهر تشرين الأول تقرر إيفاد الجاسوستين أوديت وسيمون وكانتا في التاسعة والعشرين من العمر ولهما خبرة سابقة مع المخابرات الفرنسية بمنطقة إيبنال، وكانت المهمة التي أوكلت إليهما دخول المنطقة المحتلة والاختلاط بالألمان وكان لا بد من أخذهما إلى أقرب مكان من مدينة (جرانجس سور فالون) وكانت إحداهما تعمل مع رجال المقاومة الفرنسية منذ عامين والثانية لها خبرة ستة أشهر في لعبة التجسس.
يقول وين نلسون: (أخذتهما إلى منطقة تندون بسيارتي الجيب واكتشفنا أن هناك متراساً في الطريق يحرسه جنود ألمان وغيرت الاتجاه إلى (سينت جين) ومنها إلى حدود مدينة هوكس وتوقفت على بعد 200 ياردة من المدينة بعد أن أبصرت في الجنود الألمان عند التلال التي تطل على المنطقة، وتركت سيمون وأوديت وعدت أدراجي. وكانت التعليمات الصادرة إليهما التسلل إلى الخطوط الألمانية والعودة مساء إلى (ليبانجيز)، وفي مساء تلك الليلة عادت سيمون بمفردها واتضح من التقرير الذي قدمته أنهما وجدتا سبعة من الجنود ا لألمان بمدينة هوكس، وسرعان ما أبدوا رغبتهم في الاستسلام لمعرفتهم بأن القوات الأميركية تزحف تجاههم عن قرب، واستسلموا للجاسوستين فأخذتا أسلحتهم، ووضعتاها في حجرة منفصلة، بينما وضعتا الجنود السبعة في سرداب، وبقيت أوديت لتحرسهم وعادت سيمون لتخطر المسؤولين بالأمر حتى يأتوا لأخذهم واستجوابهم عن تحركات جيشهم ومواقع قواتهم، وفي صباح اليوم التالي حاولت الذهاب إلى كوكس، ولكن الحراسات الألمانية فوق التلال كانت تطلق النار جزافاً عند كل حركة، وانتظرت ومعي ضابط برتبة ملازم حتى المساء ثم دخلنا المدينة الشبح، وسمعنا رنين هاتف وتحركنا باتجاهه واتضح أنه داخل أحد المتاجر ودلفت إلى الداخل ورفعت صوتي لعل أحداً يسمعني وانفتح باب جانبي وصوبت باتجاهه حربتي ورأيت امرأة قادمة من السرداب وسألتها عن آنسة تدعى أوديت فأجابت: (إنها في السرداب مع الأسرى الألمان، وارتفع صوتي هذه المرة باسم أوديت وسمعت صوتها، ونظرت فإذا بالأسرى السبعة وعلى مقربة منهم من تبقى من سكان هوكس الذين لجؤوا للسرداب لاتقاء نيران العدو التي تطلق أحياناً جزافاً من فوق التلال. وسلمت الأسرى السبعة للملازم الذي صحبني ومعهم رجل عجوز أصيب بالهذيان وخيل إليه أنه الملك لويس الرابع عشر).
في اليوم التاسع من تشرين الأول أخذت سيمون وأوديت ثانية إلى خارج المنطقة وكانت وجهتنا هذه المرة (جلونفيل) في محاولة لاختراق صفوف العدو والتزود بمعلومات عن خططه وتحركاته وشهدنا خراباً غير مسبوق، فإذا ببعض القرى التي كانت تضم أكثر من عشرين بيتاً لا تحوي غير ثلاثة أو أربعة منازل مهجورة، ولا أثر للألمان، واضطررنا للعودة والمغادرة ثانية في الحادي عشر من تشرين الأول، وتركت سيمون وأوديت هذه المرة عند حافة الغابة، وعلى مقربة من مدينة (برويرز)، وكان الجنود ا لألمان على بعد 100 ياردة، ونجحت سيمون وأوديت في الوصول إلى المدينة والاختلاط مع الضباط الألمان وكأنهما من سكان المنطقة، وظلتا تجوبان المنطقة بلا رقيب ولا حسيب، وتتصرفان كأنهما ولدتا في تلك المنطقة وعيونهما على كل جندي يتحرك أو حراسات تغير مواقعها.
في اليوم الرابع عشر من تشرين الأول عادت سيمون وأوديت بعد أن كللت مهمتهما بالنجاح، وكانتا قد تنقلتا حتى مدينة (تينتروكس) وإن عجزتا عن دخول (سينت داي) إلا أن تقريرهما كان غاية في الأهمية، إذ كشف عن تحركات القوات الألمانية في الغابة بالقرب من منطقة (ليس روج ياو) وقد اهتمت القيادة بهذه المعلومات وكأنها كانت تبحث عنها، كما أنهما أحضرتا تقريراً مفصلاً من أحد العملاء كان يحتوي على معلومات خطيرة، وبدأت بناء على هذه التقارير تحركات قوات الحلفاء إلى الأمام لاكتساح فرنسا وطرد كل القوات المحتلة.
يقول رجل المخابرات نيلسون (بعد العمل لبعض الوقت مع سيمون وأوديت أوكل إلي العمل مع الجاسوسة جينيت التي أطلقت عليها: (الجاسوسة التي استخدمت رأسها)، وكانت هي أيضاً شجاعة، ولكنها حين ألقي القبض عليها وعذبت وهددت بالقتل اكتشفت أنها في حاجة لما هو أكثر من الشجاعة المجردة.
جاءت جينيت إلى وحدة مكتب الخدمات الاستراتيجية (oss) كمتطوعة لاختراق منطقة (جيراردمير) وكانت جيراردمير مركز وحدة استخبارات ألمانية، وتقع إلى الحدود الغربية من (كول دي لا شلوخت) أحد أهم الممرات إلى جبال فوسجيس، وخط إمداد للقوات الألمانية، كما أن المنطقة أشبه ما تكون بخلية نحل حية تزخر بعمليات الجستابو، وكنا قد فقدنا اثنين من عملائنا هناك، وكانت جينيت تتمتع بمسحة من جمال، وفي الثامنة والثلاثين من عمرها، وقد عملت مع المقاومة الفرنسية لفترة عامين، وذلك منذ أن بعث الألمان بزوجها إلى أحد معسكرات الاعتقال، وكانت تبدو نموذجاً حياً للزوجة الفرنسية، ربة البيت الساذجة، وقد كانت كذلك قبل مأساة زوجها، ولهذا فهي جاسوسة بالمصادفة، وكانت مهمتها ضمن مكتب الخدمات الاستراتيجية (oss) نواة وكالة المخابرات الأميركية (cia) فيما بعد، مهمة ذات شقين، إذ كان عليها أولاً أن تحصل على معلومات استخباراتية حول نشاط القوات الألمانية في منطقة جيرادمير والأربعين ميلاً التي تفصل بين قواتنا وتلك المنطقة التي عليها اجتيازها، وكان عليها ثانياً أن تتصل برجال المقاومة في منطقة جيرادمير.
منذ الثاني من تشرين الأول وبينما كانت سيمون وأوديت تقومان بمهمات لمكتب الخدمات كانت جينيت تتلقى تدريباً خاصاً لضمان نجاحها في المهمة ذات الشقين، واستطاعت بعد أن أكملت هذا التدريب الخاص بشؤون المخابرات أن تدخل إلى منطقة العدو، وكانت تدخل منزلاً وتخرج منه إلى آخر، وتعبر طرق الغابة والممرات بين الجبال حتى وصلت إلى جيرادمير بسلام بعد ثلاثة أيام، وبدأت بمهمة الاتصال برجال المقاومة وعرفت الطريق إليهم، ولكن لسوء حظها العاثر ما إن وصلت إليهم حتى فوجئت ومن معها بهجوم ألماني، فقد كان للمخابرات الألمانية عميل داخل المقاومة، وتم إلقاء القبض عليها ضمن رجال المقاومة الفرنسية، وأخذوها إلى قيادة الجستابو بفندق (اسبيرانس)، وكانت أوراقها الثبوتية تؤكد أنها من سكان مدينة (موينموتير) التي لا تبعد كثيراً حيث عاشت منذ مولدها، ولم يكتشف الجستابو أن أوراقها أصلاً مزورة، ولكن محاولاتها للوصول إلى رجال المقاومة قدأثارت شك رجال الأمن حتى قبل إلقاء القبض عليها، وحاول الجستابو استرضاءها لتعترف، ولما أصرت على موقفها بدؤوا يهددونها ثم تعرضت للضرب، ولكنها ظلت تردد: (أنا مواطنة فرنسية من موينموتير) وقد جئت لأبحث عن شقيقي الذي قيل لي إنه في هذه المنطقة)، ولكن الألمان لم يصدقوها، وحبسوها لثلاثة أيام في غرفة بالفندق، وكان الحارس كل صباح يضرب الباب برجله ويفتحه ويترك لها ما يشبه المرق مع خبز مطاطي، ويتبع ذلك التعذيب، ولكنها بقيت على اصرارها، وأخيراً قال لها رائد من رجال الجستابو: (غداً سنأخذك إلى مدينتك فإن اتضح كذب كلامك فسيتم إعدامك على الفور).
تلك الليلة ظلت جينيت تحدق في سقف الغرفة تبحث عن حل ينجيها من قسوة الجستابو ومن موعد الغد، وقبل ساعات الصباح الأولى وصلت إلى حل بدا كطيف خلاص، إذ قررت أن ترقد على الأرض وتضع رأسها في حافة الباب حتى إذا ما ركله الحارس أصابها بجرج أو كدمة تتصنع بعدها الإغماء، وجاء الحارس كعادته وركل الباب بقوة فأصابها بجرح في رأسها وبدأ النزيف وخاف الحارس فاستدعى المسؤول، وكانت هي من قوة الصدمة قد أغمي عليها بالفعل، ولم تع بنفسها حين حملوها إلى المستشفى، وحين استيقظت من غفوتها وجدت رجل الأمن عند رأسها ولم يمهلها الرائد لحظة، بل راح يستجوبها مجدداً، ولما أحس بأن أجوبتها غير مترابطة وشبه مبهمة التفت إلى الطبيب فقال له إن الركل على الرأس يسبب ارتجاجاً في ا لدماغ، وما هو أخطر من ذلك، وشعر رجل الجستابو أن الأسيرة لم تعد تفده والتفت هذه المرة إلى الحارس الذي ركلها ونعته بأقذع الأوصاف وكان أقلها الغباء مع تشبيهه بذلك الحيوان الذي لا يأكل لحمه المسلمون، وكانت له مهام أخرى أكثر أهمية من متابعة قروية ساذجة فأومأ بإطلاق صراحها، ولكنها بدلاً من أن تتخذ لها ملجأ بالمدينة حتى تحررها قوات الحلفاء فضلت وبشجاعة رحلة الأيام الثلاثة والعودة لمكتب الخدمات الاستراتيجية (oss).
يقول نيلسون: (سعدنا بعودتها بعد أن اعتقدنا أننا فقدناها للأبد) وفوجئنا بأنها طوال رحلة العودة كانت تدرس عن كثب مواقع وتحركات القوات الألمانية، وتضيف لهذا تحليلها الخاص. وكان تقريرها قد جاء في الوقت المناسب، وكتب عليه مدير مكتب الخدمات الاستراتيجية: (إنه تقرر جدير بالدراسة، وهكذا وفي أحلك الظروف استخدمت الجاسوسة جينيت (رأسها) بتعريضه للركل مرة حتى تنجو من الأسر وباستخدامه في رصد تحركات القوات الألمانية مرة أخرى، واستحقت أن توصف بالجاسوسة التي استخدمت رأسها.. وبعد انتصار الحلفاء وتحرير فرنسا من قوات الاحتلال الألماني تم تكريم نساء الجاسوسية: سيمون وأوديت وجينيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثلاثي أضواء الجاسوسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة السلف الصالح :: المنتديات العامة :: منتدى الجاسوس-
انتقل الى: